موضوع: فاسجد لربك واقترب السبت يوليو 17, 2010 2:56 pm
الله !!
الصّلاة.. الصّلاة .. وَصيّة الرسُول الكريم عِند وَفاتِهِ وَصعودِه إلى السّماء ..
الصّلاة الصّلاة .. اللّقاءُ السّامِي بين العبد والرب ... الوِثاقُ المباشِر بين الإنسان الفانِي و القُوة الباقِية .. الموعد المختار لالتقاء القطرة المنعزلة بالنبع الذي لا يغيض ..
الصّلاة الصّلاة العبادة التي تفتح القلب وتوثق الصلة وتيسر الأمر وتشرق بالنور.. وتفيضُ بالعزاءِ والسلوى والراحةِ والاطمئنانِ .. بــِربّك تفرِّطُ بِها ؟!..
وقد كان الرسول صلواتُ ربي وسلامه عليه إذا حَزَبه أمرٌ فزع إلى الصلاة وهو الوثيق الصلة بربه الموصول الروح بالوحي والإلهام ..
أين نحنُ مِن " أرِحنا بِها يا بلال " .. ؟!!
يقول السيد قطب رحمه الله:
" والقلبُ الذي يسجد لله حقًّا ويتّصل به على مدار الليل والنهار يستشعر أنه موصول السبب بواجب الوجود ويجد لحياته غاية أعلى من أن يستغرق في الأرض وحاجاتِ الأرض ويحس أنه أقوى
المخاليق لأنه موصول بخالق المخاليق وهذا كله مصدر قوة للضمير كما أنه مصدر تحرج وتقوى وعامل هام من عوامل تربية الشخصية وجعلها ربانية التصور ربانية الشعور ربانية السلوك "
كم لقاءً لك ارتحت فيه مع صديقٍ لك وَأحببت الجلوس
بل وشعرت باكتئاب لمّا انتهى لقاؤكما ؟! كم ساعةً تُمضيها على النت تتكلم مع أحبابـِك
سعيداً بذلك مغتبطاً ..؟!! فمَا بَالك مُقصِّرا بِحقّ خالِقك ؟!..
تخَيّل أن لك إناءً يملؤه الناس لك .. لتغسِل ما تدنّس من ثوبِك وجسدِك .. مَاذا لو كان هذا الإناءُ هو الصّلاة .. الصّلاة التي تأتيك برسائِل الله فتغسل ذنبك وتطهّر قلبك ..
أَفالذّي يؤخّر الصّلاة كالذي هو قائِم بأول المحراب ..؟! أمّن خير، هذا الذي يقفُ خاشِعاً تائِباً منيباً يرجو الرحمة ويدعو بالغفران .. أم ذاك الذي ينِطُ ويقفز كأنه فقاعةُ ماء أو بالونة مفرغة !!..
ويَقول السيد قطب أيضًا.. :
" إنه لابد للإنسان الفاني الضعيف المحدود أن يتصل بالقوة الكبرى يستمد بها العون حين يتجاوز الجهد قواه المحدودة حينما تواجهه قوى الشر الباطنة والظاهرة حينما يثقل عليه جهد الاستقامة على الطريق
بين دفع الشهوات وإغراء المطامع وحينما تثقل عليه مجاهدة الطغيان والفساد وهي عنيفة حينما يطول به الطريق وتبعد به الشقة في عمره المحدود ثم ينظر فإذا هو لم يبلغ شيئا وقد أوشك المغيب ولم ينل شيئا
وشمس العمر تميل للغروب حينما يجد الشر نافشا والخير ضاويا ولا شعاع في الأفق ولا معلم في الطريق"
ما يزال هذا الينبوع الدافق في متناول كل مؤمن يريد زاداً للطريق و ريًّاً في الهجير .. ومدداً حين ينقطع المدد ورصيداً حين ينفذ الرصيد ..